للغة الممنوعة... التفكير الممنوع: مأساة شمال إفريقيا
في قلب شمال إفريقيا، حيث تتداخل الهويات وتتقاطع الحضارات، تتجلى مأساة صامتة لكنها عميقة: إقصاء اللغة الأم، وإقصاء التفكير. قال مولود معمري ذات يوم: "حين تُمنع لغة الشعب من التعبير، يُمنع الشعب من التفكير." عبارة تختصر قرونًا من التهميش، وتفضح واقعًا مريرًا لا يزال مستمرًا. اللغة ليست لهجة... إنها وعي
الدارجة والأمازيغية ليستا مجرد وسيلتين للتواصل اليومي، بل هما أدوات تفكير، حوامل للذاكرة الجماعية، ووسيلتان لفهم الذات والعالم. حين تُقصى هذه اللغات من المدرسة، من الإعلام، من الفضاء العام، يُقصى معها الإنسان نفسه. يُجرد من حقه في التفكير بلغته، في التعبير عن ذاته، في مقاومة التسلط الثقافي والسياسي.
الدارجة والأمازيغية ليستا مجرد وسيلتين للتواصل اليومي، بل هما أدوات تفكير، حوامل للذاكرة الجماعية، ووسيلتان لفهم الذات والعالم. حين تُقصى هذه اللغات من المدرسة، من الإعلام، من الفضاء العام، يُقصى معها الإنسان نفسه. يُجرد من حقه في التفكير بلغته، في التعبير عن ذاته، في مقاومة التسلط الثقافي والسياسي.
المأساة الكبرى: الشعب يطلب إقصاء نفسه
الأكثر إيلامًا ليس فقط أن السلطة تُقصي لغة الشعب، بل أن جزءًا من الشعب نفسه صار يطالب بذلك. صار يردد أن لغته "لا تصلح"، أن "الفرنسية أرقى"، أن "العربية الفصحى أسمى"، بينما يُقصي ذاته دون أن يدري. المتعلمون والمثقفون، بدل أن يكونوا صوتًا للوعي، صاروا أدوات لإعادة إنتاج الإقصاء، يصفون الشعب بأنه "لا يفكر"، "داعشي"، "منافق"، وكأنهم يتحدثون عن كائن غريب لا ينتمي إليهم.
الأكثر إيلامًا ليس فقط أن السلطة تُقصي لغة الشعب، بل أن جزءًا من الشعب نفسه صار يطالب بذلك. صار يردد أن لغته "لا تصلح"، أن "الفرنسية أرقى"، أن "العربية الفصحى أسمى"، بينما يُقصي ذاته دون أن يدري. المتعلمون والمثقفون، بدل أن يكونوا صوتًا للوعي، صاروا أدوات لإعادة إنتاج الإقصاء، يصفون الشعب بأنه "لا يفكر"، "داعشي"، "منافق"، وكأنهم يتحدثون عن كائن غريب لا ينتمي إليهم.
من أفقد الشعب وعيه؟
هل هي السلطة التي منعت لغته؟
هل هي السلطة التي منعت لغته؟
أم أبناؤه الذين تخلوا عنها؟
أم المثقفون الذين اختاروا لغة النخبة بدل لغة الناس؟
الحقيقة أن الجميع ساهم في هذه المأساة، والجميع يدفع الثمن. شعب ممنوع من التفكير لا يمكنه أن ينهض، ولا يمكن لمن يحكمه أن ينجو. الكل يغرق، لأن السفينة بلا بوصلة، بلا لغة، بلا وعي.
الطريق إلى الاستعادة
استعادة الوعي تبدأ باستعادة اللغة. بإعادة الاعتبار للدارجة والأمازيغية في التعليم، في الإعلام، في الأدب، في الحياة اليومية. تبدأ حين يتوقف المثقف عن احتقار الشعب، ويبدأ في الإنصات له، بلغته، بآلامه، بأحلامه. حين نعيد للغة مكانتها، نعيد للوعي جذوره، ونفتح بابًا نحو مستقبل أكثر عدالة وكرامة.
استعادة الوعي تبدأ باستعادة اللغة. بإعادة الاعتبار للدارجة والأمازيغية في التعليم، في الإعلام، في الأدب، في الحياة اليومية. تبدأ حين يتوقف المثقف عن احتقار الشعب، ويبدأ في الإنصات له، بلغته، بآلامه، بأحلامه. حين نعيد للغة مكانتها، نعيد للوعي جذوره، ونفتح بابًا نحو مستقبل أكثر عدالة وكرامة.
*ملاحظة : ليس من قبيل الصدفة، ان تهاجم الحركة الثقافية الامازيغية من جميع الاطراف ،لانها تندرج في صميم الثورة الثقافية، التي هندسها معمري الذي كتب يقول :
صرت اليوم مقتنعا ان الشعب يصير في طريق خلاصه !
لاول مرة في تاريخ شعوب شمال افريقيا هي من تتكفل ب :
البحث في تاريخها
البحث في لغتها
تفعيل ثقافتها
تنفض الغبار على ذاكرتها
تتفاعل مع نخبها
تعبر بهويتها عن هويتها
صرت اليوم مقتنعا ان الشعب يصير في طريق خلاصه !
لاول مرة في تاريخ شعوب شمال افريقيا هي من تتكفل ب :
البحث في تاريخها
البحث في لغتها
تفعيل ثقافتها
تنفض الغبار على ذاكرتها
تتفاعل مع نخبها
تعبر بهويتها عن هويتها
إيغوصار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق