لا يوجد تحرير لشعب!
1. الاستعمار: احتلال كلي كامل شامل
الاستعمار لا يقتصر على احتلال الأراضي فحسب؛ فهو يحتل العقول واللغات والذاكرة والثقافات والهوية. إن الخروج من الاستعمار يتطلب أكثر من مجرد تغيير سياسي أو إداري: يجب علينا تحرير الأرض، وتحرير العقل والوجدان و الروح، وتحرير الثقافة ثقافة الشعب ونخبه ...
2. كيف تصبح الثقافة سجينة؟
![]() |
حررو الثقافة |
فهو يجعل اللغات المحلية تمر على أنها لهجات دونية متوحشة ...
إنه يقدم العادات التقاليد على أنها متخلفة.
فهو يقزم المعتقدات القديمة إلى مستوى الخرافات.
فهو يبالغ في تقدير كل ما يأتي من المستعمر (اللغة، أسلوب الحياة، القيم).
وهكذا، يبدأ الناس شيئا فشيئا في قبول هذه الرؤية المهينة لثقافتهم.
3. النظرة الداخلية: مرآة المستعمر
إن أسوأ آثار الاستعمار الثقافي هو أننا ننتهي إلى النظر إلى ثقافتنا بنفس الطريقة التي ينظر بها المستعمر:
نفس الحكم،
نفس المعايير،
نفس التسلسلات الهرمية الرمزية.
هذا هو الاستعمار العقلي: وهو عندما نحكم على لغتنا، وتقاليدنا، وفنوننا، وأساطيرنا... وفقًا للمعايير التي فرضها المستعمر.
وهنا تكمن المأساة الحقيقية: إن نظرتنا إلى أنفسنا لا تختلف عن نظرة المستعمر.
4. الثقافة: شرط للتحرر
إن التحرر السياسي وحده لا يكفي لكسر سلاسل الهيمنة الفكرية. إذا ظلت الثقافة مستعمرة، وإذا استمر النظر إليها على أنها أدنى، فإن عملية إنهاء الاستعمار ستظل غير مكتملة. هناك أمران ضروريان:
تحرير ثقافة الشعب من وصفها بـ"البدائية"، و"البربرية"، و"المتخلفة" التي فرضها المستعمر.
مكافحة الهيمنة الثقافية للمستعمر التي لا تزال تسيطر على وسائل الإعلام والتعليم والمؤسسات.
إن إنهاء الاستعمار الحقيقي يتطلب إعادة تأهيل نشطة للثقافة الشعبية، ثقافة الشعب، التي تحمل جذوره، وذاكرته، وكرامته.
الخلاصة: تحرير الثقافة هو استعادة الكرامة.
لا يمكن لشعب أن يكون حراً حقاً ما دامت ثقافته تحت الوصاية الاستعمارية. لا يستطيع بناء مستقبل مستقل طالما هو سجين الاستعمار داخل ثقافته السجن وفي واقعه المهيمن عليه ثقافيا .
لا يوجد تحرير بدون إعادة امتلاك الشعب لثقافته .
لا يوجد تحرر بدون إعادة اكتشاف الذات.
لا كرامة بدون نهضة ثقافية.
إن إعادة تأهيل الثقافة المستعمرة يعني إصلاح جرح عميق، وإعطاء صوت للشعب، وإعادة بناء الهوية المكسورة.
إيغوصار
َازول
ردحذف