أعلان الهيدر

Header ADS

أوال الكلمة

الخميس، 11 سبتمبر 2025

الرئيسية من يعرف ويسمي، يحكم !

من يعرف ويسمي، يحكم !

فلسفة السلطة وسلطة الأخلاق والمعنى في السياق الشمال افريقي

في المجتمعات التي تعيش تحت أنظمة مركزية، لا تُمارَس السلطة فقط عبر المؤسسات، بل عبر الرموز، الأخلاق، والمعاني. السلطة لا تُعلن نفسها دائمًا، بل تتخفّى في اللغة، في القيم، في ما يُعتبر "طبيعيًا" أو "مقدسًا." في السياق الشمال افريقي، ومعه الأمازيغي، تتجلّى هذه السلطة في أشكال متعددة: من الخطاب الديني، إلى التعليم، إلى الإعلام، وكلها تُعيد إنتاج نموذج واحد للهوية والانتماء، وتُقصي كل ما لا يشبهه.

ⵣⵣالسلطة: من يحكم ومن يُسمّي
السلطة ليست فقط من يملك القرار، بل من يملك القدرة على التسمية:
من يُعرّف "الوطني"،
من يُحدّد "المواطن الصالح"،
من يُقرّر ما هو "أخلاقي"، وما هو "انحراف."
في شمال افريقيا، تُمارَس هذه السلطة عبر خطاب مركزي يُعيد إنتاج الهوية العربية الإسلامية بوصفها النموذج الوحيد، ويُقصي الأمازيغية من مراكز القرار، حتى حين يُعترف بها رمزيًا.

الأخلاق: قناع الهيمنة الناعمة
تُستخدم الأخلاق لتبرير القمع، لا لمساءلة السلطة.
يُقال عن المطالب الأمازيغية إنها "تهدد الوحدة"،
يُدان من يُطالب بلغته بأنه "يُفرّق الصف"،
يُقدَّم الصمت بوصفه "فضيلة"، والاحتجاج بوصفه "رذيلة."
الأخلاق هنا لا تُعبّر عن قيم إنسانية، بل تُستخدم كأداة للضبط، لترويض الذات، ولإعادة إنتاج الطاعة.

المعنى: ساحة الصراع الحقيقي
المعنى ليس بريئًا.
من يُحدّد ما هو "مهم"، "جميل"، "مقبول"، يُعيد تشكيل الواقع.
المعنى الجاهز يُريح، لكنه يُخدّر.
والمعنى المفروض يُنظّم الجماعة، لكنه يُقصي الفرد.

في السياق الأمازيغي، يُعاد إنتاج المعنى من الهامش:
عبر الفن،
عبر اللغة،
عبر المقاومة الرمزية.
لكن السلطة المركزية تُحاول دائمًا احتواء هذا المعنى، أو تزييفه، أو تهميشه.
 

 من الهيمنة إلى التحرر الرمزي
التحرر لا يبدأ من السياسة فقط، بل من المعنى.
من القدرة على التفكير، على التسمية، على إعادة تعريف الذات.
فلسفة السلطة تُعلّمنا أن من يملك المعنى، يملك الواقع.
وسلطة الأخلاق تُذكّرنا أن من يُحدّد الفضيلة، يُحدّد المصير.

في السياق الشمال افريقي والأمازيغي، المعركة ليست فقط على الأرض، بل على اللغة، على الذاكرة، على الوجدان.
ومن لا يُدرك ذلك، سيعيش داخل هوية مفروضة، لا هوية حقيقية .
 
إيغوصار 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

imp

يتم التشغيل بواسطة Blogger.