أعلان الهيدر

Header ADS

أوال الكلمة

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2025

الرئيسية التقكير فعل ثوري

التقكير فعل ثوري

التفكير في صميم الفعل: حين يصبح العقل محرّكًا للحياة

في عالم يتسارع فيه الإيقاع وتُقاس الإنجازات غالبًا بما يُنجز ماديًا، قد يبدو التفكير وكأنه فعل ثانوي، مجرد لحظة تأمل قبل الانطلاق. لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير: التفكير ليس فقط مقدمة للفعل، بل هو الفعل ذاته في صورته الأرقى والأكثر تأثيرًا.
 
 التفكير كفعل داخلي
التفكير ليس حالة من السكون، بل هو حركة داخلية نشطة. حين يفكر الإنسان، فهو يُعيد تشكيل الواقع في ذهنه، يُحلل، يُخطط، يُقيّم، ويختار. هذه العمليات العقلية هي ما تمنح الفعل الخارجي معناه وهدفه. فالفعل دون تفكير قد يكون مجرد رد فعل، أما الفعل الناتج عن تفكير فهو تعبير عن إرادة ووعي.
 
 الفعل الواعي يبدأ من العقل
- النية تسبق الحركة: لا يمكن لأي فعل أن يكون مسؤولًا أو أخلاقيًا دون نية واعية. والتفكير هو ما يصنع هذه النية.
- التخطيط والتوقع: التفكير يسمح لنا بتصور النتائج، تجنب المخاطر، واختيار أفضل السبل لتحقيق الأهداف.
- التحكم في الانفعالات: في لحظات الغضب أو الخوف، التفكير هو ما يمنعنا من التصرف باندفاع، ويمنحنا القدرة على التروي.
 
 الفلسفة تقول: التفكير هو الفعل الحقيقي
الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون يرى أن الإنسان يجب أن "يفكر كفاعل، ويعمل كمفكر". وهذا يعني أن التفكير ليس نقيضًا للفعل، بل هو جوهره. أما هانا آرندت، فترى أن التفكير هو ما يمنح الإنسان القدرة على التمييز بين الخير والشر، وأن غياب التفكير هو ما يؤدي إلى الأفعال اللاإنسانية.
 
من الطفولة إلى النضج: التفكير يتشكل عبر الفعل
في مراحل الطفولة، يتعلم الإنسان من خلال الفعل: اللعب، الاستكشاف، التجريب. لكن هذه الأفعال لا تكون فعالة إلا حين تُرافقها عمليات عقلية: الفضول، التساؤل، التحليل. ومع النضج، يصبح التفكير أكثر تعقيدًا، ويُصبح الفعل أكثر ارتباطًا بالمسؤولية والاختيار.
 
خلاصة القول
التفكير ليس رفاهية عقلية، بل هو ضرورة وجودية. إنه ما يمنح الفعل قيمته، ويحول الإنسان من كائن يتفاعل مع العالم إلى كائن يُشكّل العالم. في زمن يزداد فيه الضجيج، يصبح التفكير فعلًا ثوريًا، ومصدرًا للقوة الحقيقية.
 
إيغوصار 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

imp

يتم التشغيل بواسطة Blogger.