أعلان الهيدر

Header ADS

أوال الكلمة

الاثنين، 26 مايو 2025

الرئيسية كتاب :بشرة سوداء، أقنعة بيضاء

كتاب :بشرة سوداء، أقنعة بيضاء

 كتاب :بشرة سوداء، أقنعة بيضاء

قراءة في كتاب فرانس فانو .

طبعا المغترب في منظور فانو ليس بالضرورة الاسود ، فانو يحلل المنظومات المنتجة للمغترب ويحلل الاسس الفكرية لهذه المنظومات .

جلد اسود اقنعة بيضاء

يُعد كتاب "البشرة السوداء والأقنعة البيضاء" الذي نُشر عام 1952 أحد أقدم أعمال فرانز فانون. مستوحى من تجاربه الشخصية كمواطن مارتينيكي أسود في عالم تهيمن عليه الهياكل الاستعمارية والعنصرية، يستكشف هذا الكتاب التأثيرات النفسية للاستعمار على الأفراد المستعمرين. يبحث فانون في كيفية خلق العنصرية والسيطرة الاستعمارية "للاغتراب" بين السود، الذين يسعون في كثير من الأحيان إلى تقليد المعايير الثقافية للمستعمرين البيض.

الهدف الرئيسي لفانون هو تفكيك الآليات التي يفرض بها النظام الاستعماري التسلسل الهرمي العنصري ويديم دونية الشعوب السوداء. كما يظهر كيف أن هذه الهيمنة لا تؤثر فقط على العلاقات بين البيض والسود، بل تؤثر أيضًا على العلاقات بين السود أنفسهم.

1. التجربة العنصرية والاغتراب الثقافي:

بشرة سوداء، أقنعة بيضاء يبدأ فانون بتحليل التجارب اليومية للسود في السياق الاستعماري. ويبين أن الصور النمطية العنصرية ("السود بدائيون، عنيفون، جنسيون") ليست مجرد أفكار مجردة، بل لها تأثير ملموس على حياة الأفراد. تخلق هذه الصور النمطية توترا مستمرا بين الصورة التي يحملها السود عن أنفسهم والصورة التي يعكسها لهم البيض.

على سبيل المثال: الإهانات العنصرية مثل "زنجي قذر" أو "وجه قرد" ليست غير ضارة؛ إنها تترك أثراً عميقاً في نفسية السود، الذين قد يصابون بشعور بالنقص.

الاغتراب: تحت تأثير الاستعمار، يتبنى بعض السود المعايير الثقافية واللغوية والسلوكية للشعب الأبيض لتقريب "البياض" المثالي. ويؤدي هذا السعي إلى الاستيعاب إلى فقدان الهوية.

2. العلاقة بين الجسد والهوية:
ويؤكد فانون أن العنصرية ليست مجرد مسألة أفكار، بل هي متجسدة حرفيا في الجسد. ويصبح الجسد الأسود موضع اشمئزاز أو إعجاب بالنسبة للبيض، مما يؤدي إلى الانفصال بين الشخص الأسود وجسده.
على سبيل المثال: النساء البيض اللواتي يتخيلن الرجال السود على أنهم مفرطون في الجنس، أو الرجال البيض الذين ينظرون إلى النساء السود على أنهن أشياء غريبة.
ونتيجة لذلك، ينتهي الأمر بالسود إلى رفض أجسادهم، التي يعتبرونها مصدرًا للعار أو الخطر.


3. اللغة والثقافة:
ويقوم فانون أيضًا بتحليل دور اللغة في الهيمنة الاستعمارية. في كثير من الأحيان يُنظر إلى التحدث بلغة المستعمر (الفرنسية، في حالة مارتينيك) باعتباره وسيلة للارتقاء اجتماعيًا. ومع ذلك، فإن هذا التبني للغة الاستعمارية يمكن أن يكون أيضًا شكلاً من أشكال الاغتراب.
على سبيل المثال: غالبًا ما يتم تقدير الأشخاص السود الذين يتحدثون الفرنسية بشكل مثالي على أولئك الذين يستخدمون اللهجات أو اللغات المحلية.
النقد: يؤكد فانون أن هذا التثمين للغة الاستعمارية يساهم في محو ثقافات وتقاليد الشعوب المستعمرة.

4. العنف الرمزي والسعي للحصول على الاعتراف:
يوضح فانون أن العنصرية هي شكل من أشكال العنف الرمزي الذي يؤثر بشكل عميق على نفسية الأفراد. إن السود، الذين يواجهون مجتمعًا يقلل من قيمتهم باستمرار، يسعون بشدة إلى الحصول على اعتراف من البيض. لكن هذا الاعتراف يبقى بعيد المنال، لأنه يعتمد على معايير من المستحيل تحقيقها (أن تصبح "أبيض البشرة").
على سبيل المثال: قد يتم الاعتراف برجل أسود ناجح مهنيًا لمواهبه، لكنه سيُنظر إليه دائمًا على أنه "أسود" في المقام الأول وقبل كل شيء.
النتيجة: إن السعي للحصول على الاعتراف هو أمر غير مجد في نظام عنصري، لأنه لا يمكن أن يؤدي أبدًا إلى المساواة الحقيقية.

5. التحرر النفسي والسياسي:
وفي الأجزاء اللاحقة من الكتاب، يدعو فانون إلى التحرير الكامل للشعوب المستعمرة. ويجب أن يكون هذا التحرير نفسيا (رفض الاغتراب الثقافي) وسياسيا (محاربة النظام الاستعماري). ويؤكد على ضرورة أن يقوم السود بإعادة بناء هويتهم على أساس ثقافاتهم وتقاليدهم الخاصة.
رؤية متفائلة: على الرغم من أن الكتاب يركز على الصدمة التي تسببها العنصرية، إلا أن فانون يؤمن بإمكانية التحول الإيجابي. وهو يشجع السود على رفض الأقنعة التي فرضها الاستعمار والتأكيد على أصالتهم.

خلاصة الكتاب:
العنصرية هي بناء اجتماعي: الصور النمطية العنصرية ليست طبيعية، بل يتم إنتاجها والحفاظ عليها من قبل النظام الاستعماري.
الاغتراب الثقافي: قد يستوعب السود، تحت تأثير الاستعمار، الأحكام المسبقة العنصرية ويحاولون تقليد البيض.
الجسد كموقع للصراع: العنصرية تؤثر بشكل مباشر على تصور السود لأجسادهم.
الحاجة إلى تحرير مزدوج: لكي تكون الشعوب المستعمرة حرة حقًا، يجب عليها تحرير نفسها سياسيًا (من خلال النضال ضد الاستعمار) ونفسيًا (من خلال إعادة بناء هويتها).
لماذا نشر هذا المقال ؟
الهدف منه هو فهم الميكانيزمات التي تنتج الشاوي المعادي لنفسه لهويته المتماهي مع من يطمسه ، المعادي للشاوي الآخر الذي يرفض الطمس .
الهدف هو فهم ما يمنع الشاوي من التحرر لان الميكانيزمات النفسية التي تشكلت لدية تجعله يدافع عن الاديولوجيات التي تقصيه تنفيه وليس العكس.

إيغوصار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

imp

يتم التشغيل بواسطة Blogger.