هل تُنتج الهيمنة مجتمعًا؟

اللغة بين الهوية والسلطة: هل تُنتج الهيمنة مجتمعًا؟

اللغات، ليست مجرد وسيلة للتواصل، قد تتحول الى ساحة صراع بين الهويات، والسلطات، والمقدسات، والنصوص. عندما ترسم
سياسات معلنه او غير معلنة ، تقرر ان تكون لغات أم مهمشة مقزمة ومحقره مقابل لغة تمنح كل السلط : 
سلطة المقدّس: اللغة التي تُستخدم في النصوص الدينية، وتُمنح قداسة تجعلها فوق النقد أو التغيير 
سلطة الدين: تُفرض من خلال الطقوس، التعليم الديني، وتُستخدم لتشكيل السلوك الجمعي 
سلطة الدولة: تُمارس عبر السياسات اللغوية، التعليم، الإعلام، وتحديد "اللغة الرسمية 
سلطة اللغة نفسها: اللغة تفرض قواعدها، تُشكّل التفكير، وتُحدد من يستطيع أن يُشارك في الخطاب ومن يُقصى 
. سلطة النص:النصوص الكبرى (دينية، قانونية، أدبية) تُعيد إنتاج السلطة، وتُؤطر الفهم والمعنى. ان تلك السلط الممنوحة والمنزوعة مسبقا وحتما تترجم الى صراع ليس فقط بين لغات، بل بين هويات، سلطات، وطرق فهم العالم.

الصراع اللغوي ليس مجرد صراع بين كلمات، بل هو صراع بين رؤى للعالم.

انه صراع بين من يُريد أن يُعبّر بحرية، ومن يُريد أن يُسيطر على التعبير. صراع بين من سيحكم وبين من يكون المحكوم صراع يتعدى من يكون الحاكم والمحكوم ، الى فرض كيف يحكم المحكوم الصراع ينتهي الى اخطر شيء وهي الهيمنة التي تحدد كيف يكون المحكوم وكيف يكون وجوده. فهل انتصار الهيمنة يكلل بانتاج مجتمع ؟ 

الصراع: بين التعبير والسيطرة 
الصراع اللغوي ليس مجرد تنافس بين كلمات، بل هو صراع بين رؤى للعالم: 
بين من يُريد أن يُعبّر بحرية، ومن يُريد أن يُسيطر على التعبير. 
بين من يُريد أن يُفكّر بلغته، ومن يُجبر على التفكير بلغة الآخر. 
بين من يُريد أن يكون، ومن يُراد له أن يُعاد تشكيل وجوده. 
هذا الصراع لا يتوقف عند من يحكم ومن يُحكم، بل يتعداه إلى كيف يُحكم المحكوم، وكيف يُعاد تشكيل وعيه، لغته، ووجوده.
الهيمنة: هل تُنتج مجتمعًا؟

الهيمنة اللغوية تُنتج نظامًا، لكنها لا تُنتج مجتمعًا. لأنها:
تُقصي الهويات، وتُهمّش الذاكرة الجماعية. 
تُعيد إنتاج التراتبية، وتُكرّس الانقسام. 
تُحوّل اللغة من أداة تواصل إلى أداة إخضاع.

المجتمع الحقيقي لا يُبنى على الإقصاء، بل على التعدد، والاعتراف، والتفاعل. حين تُفرض لغة واحدة بوصفها لغة السلطة، يُعاد تشكيل الإنسان وفق نموذج واحد، ويُفقد التنوع الذي يُغني المجتمعات. 

 

إيغوصار