أعلان الهيدر

Header ADS

أوال الكلمة

الأحد، 7 سبتمبر 2025

سحر الاوهام

لماذا تنجذب الشعوب إلى الوهم؟

سحرية الوهم وبرودة الواقع
في لحظات الأزمات، وعند مفترقات الطرق التاريخية، تميل الشعوب إلى التعلق بالوهم أكثر من مواجهتها للواقع. ليس لأن الوهم أكثر صدقًا، بل لأنه أكثر دفئًا، وأكثر قدرة على منح الطمأنينة النفسية في وجه واقع بارد، قاسٍ، ومليء بالتعقيدات. هذه المفارقة ليست مجرد ظاهرة اجتماعية، بل هي آلية دفاع جماعية، تتكرر عبر التاريخ، وتعيد إنتاج نفسها في كل زمن. 

الوهم كملاذ نفسي
الواقع يتطلب وعيًا، جهدًا، ومواجهة. أما الوهم، فيمنح راحة فورية، ويُغلف الحقيقة المرة بغلاف من الأمل الزائف.
الوهم يعد بالحل دون تكلفة 
الوهم يخلق بطلًا خارقًا، أو مؤامرة مريحة، أو قدرًا لا يُناقش 
الوهم يُعفي من المسؤولية، ويُخدّر الإحساس بالذنب أو العجز 
في المجتمعات التي تعاني من الفقر أو القهر أو الاستبداد، يصبح الوهم ضرورة نفسية، لا خيارًا فكريًا. 
 
صناعة الوهم: من الإعلام إلى الخطاب السياسي 
الوهم لا ينشأ من فراغ، بل يُصنع ويُسوّق: 
الإعلام يُضخم التفاهة، ويُهمّش الحقيقة 
الخطاب السياسي يُغذّي الشعب بالوعود المستحيلة 
الثقافة الشعبية تُروّج لنماذج النجاح السطحي، وتُهمّش العقل النقدي

وهكذا، يتحول الوهم إلى منتج جماهيري، يُستهلك يوميًا، ويُعاد إنتاجه في كل بيت ومدرسة ومنصة. 

برودة الواقع: لماذا يُرفض؟ 
الواقع لا يُجامل. 
يخبرنا أننا مسؤولون عن فقرنا إن لم نطالب بحقوقنا 
يكشف أن التغيير يتطلب تضحية، لا مجرد أمنيات 
يُظهر أن الطريق طويل، وأن الحل ليس في الشعارات بل في العمل 
وهنا، يختار الكثيرون الهروب إلى الوهم، لأنه أسهل، وأقل إيلامًا. 

المفارقة: الوهم لا يُنقذ... لكنه يُريح 
الوهم يُمنح الشعب شعورًا مؤقتًا بالسيطرة، لكنه لا يغيّر شيئًا. 
لا يُصلح التعليم 
لا يُوزّع الثروة 
لا يُحرّر العقل 
بل يُعيد إنتاج نفس البنية التي صنعت الأزمة، ويُطيل عمرها. 

بين الحلم والحقيقة 
الشعوب لا تنجذب إلى الوهم لأنها ضعيفة، بل لأنها مجروحة. لكن الشفاء لا يأتي من الحلم، بل من المواجهة. الوهم يُدفئ لحظة، لكن الواقع هو من يصنع المستقبل. 
لا بأس أن نحلم، لكن لا يجب أن ننام داخل الحلم 
 
إيغوصار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

imp

يتم التشغيل بواسطة Blogger.