أعلان الهيدر

Header ADS

أوال الكلمة

الجمعة، 22 أغسطس 2025

الرئيسية اللامبالاة اكبر من الخيانة اكبر من القتل

اللامبالاة اكبر من الخيانة اكبر من القتل

اللامبالاة... سلاح الهيمنة الصامت

 يقول الفيلسوف برينو : اقصى ما يقوم به العدو هو القتل ،واقصى ما يقوم به الصديق هي الخيانة .اللامبالي يخون ويقتل.
في عالمٍ مثقلٍ بالصور، بالصراخ، بالصراعات والمآسي، لم تعد اللامبالاة مجرد موقفٍ سلبيٍّ أو حالةٍ نفسيةٍ عابرة. بل تحوّلت إلى استراتيجية فعّالة، أداة هيمنة، وطريقة خفية لكنها فعّالة لـتفكيك الروابط الإنسانية وفرض قانون السيطرة. 

اللامبالاة كآلية للهيمنة
اللامبالاة الاجتماعية لا تنبع دائمًا من التعب أو الانطواء. بل قد تكون مصنوعة، مشجّعة، ومؤسّسة. حين تُزرع اللامبالاة في النفوس، تُمنع التضامن، وتُفكك النضالات، وتتحوّل المظالم إلى تفاصيل هامشية. 
"صمت الجماهير غالبًا ما يكون أكثر نفعًا من خضوعها الصاخب"، هكذا يُفكّر أصحاب السلطة. 

فرّق تسُد: منطق الهيمنة
تجاهل معاناة الآخرين يسمح باستمرار الامتيازات دون شعور بالذنب.
تحييد التعاطف يمنع نشوء الحركات الجماعية.
تطبيع الظلم عبر التكرار الإعلامي يجعل المواطن غير مبالٍ.
هكذا تصبح اللامبالاة الأساس الخفي لنظام الهيمنة، حيث يُحبَس كل فرد داخل فقاعته، غير قادر على رؤية الآخر، فضلاً عن الدفاع عنه.

أمثلة واقعية 
أزمات الهجرة: آلاف الأرواح تُفقد في البحر، لكن التغطية الإعلامية والسياسية تُحوّلهم إلى أرقام.
الفقر الحضري: عائلات بلا مأوى على بعد خطوات من واجهات المتاجر الفاخرة، دون أن يُثير ذلك أي رد فعل جماعي.
العنف المنهجي: التمييز العنصري أو الجنسي أو الاجتماعي يُمرّ بلا مساءلة، في ظل صمت المؤسسات.

النتائج الاجتماعية
تتعدد النتائج الاجتماعية لـ "اللامبالاة" بين تفكك العلاقات الأسرية والاجتماعية، وزيادة العدوانية لدى الأطفال بسبب نقص الاهتمام، وتراجع الإنتاجية في العمل، وتفاقم مشكلات المجتمع مثل الجريمة والانحراف. فعندما يفتقر الفرد للرعاية أو يعاني من ضغوط نفسية، تظهر اللامبالاة كسلوك انسحابي وتؤدي إلى مشاكل سلوكية تؤثر على كل من الفرد والمجتمع والدولة ...

مقاومة اللامبالاة
 
في مواجهة هذه الاستراتيجية، تبدأ المقاومة بـالنظر، الإصغاء، والمبادرة. رفض اللامبالاة هو رفض العزلة. هو إعادة بناء "نحن"، وإحياء معنى الجماعة، وكسر الجدران غير المرئية التي تُقيمها الهيمنة بين البشر. 

اللامبالاة ليست حيادية. إنها موقف سياسي، اجتماعي، وأخلاقي. وعندما تصبح هي القاعدة، فإنها تُمهّد الطريق لكل أشكال السيطرة. آن الأوان أن نتعلّم من جديد كيف نشعر، كيف نغضب، وكيف نتّحد. فالبشرية لا تضيع في الضجيج... بل تضيع في الصمت. 
 
إيغوصار 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

imp

يتم التشغيل بواسطة Blogger.