أعلان الهيدر

Header ADS

أوال الكلمة

الجمعة، 22 أغسطس 2025

الرئيسية التفاهة :منظومة اغتصاب العقل

التفاهة :منظومة اغتصاب العقل

 اغتصاب العقل 

"هزم وهدم الثقافة بالتفاهة" تختصر مأساة فكرية تعيشها كثير من المجتمعات المعاصرة، حيث تُستبدل القيم الفكرية والمعرفية بمحتوى سطحي يُروّج له على أنه "ثقافة شعبية". 

 ثقافة التفاهة: من الهامش إلى المركز
في كتابه الشهير ثقافة التفاهة، يصف الكاتب الكندي آلان دونو كيف أصبحت الرداءة معيارًا للنجاح، وكيف تسللت التفاهة إلى مفاصل الدولة، الإعلام، التعليم، وحتى الفنون. لم تعد الكفاءة أو العمق شرطًا للظهور، بل أصبح "الظهور" نفسه هو القيمة.

 كيف تُهزم الثقافة؟
- بالتسطيح المتعمد: تُقدَّم الأفكار العميقة في قوالب ترفيهية، تُفرغها من مضمونها.
- بالترويج للمحتوى الفارغ: تُضخ الملايين لإنتاج برامج لا تحمل أي قيمة معرفية أو أخلاقية.
- بإقصاء المفكرين الحقيقيين: يُهمّش أصحاب الرأي والتحليل لصالح "المؤثرين" و"النجوم اللحظيين".
- بسيطرة السوق على الثقافة: تتحول الثقافة إلى سلعة، تُقاس بالربح لا بالقيمة.

 النتائج الكارثية
- انهيار الذائقة العامة: يُصبح الجمهور غير قادر على التمييز بين الجيد والرديء.
- تفكك الهوية الثقافية: تُستبدل الرموز الفكرية برموز استهلاكية.
- انحسار التفكير النقدي: يُستبدل التحليل بالتلقين، والنقاش بالتصفيق.
- تراجع التعليم الحقيقي: يُصبح الهدف من التعليم هو الشهادة لا المعرفة.

 كيف نواجه التفاهة؟
- بإحياء الفكر النقدي: تعليم الناس كيف يفكرون، لا ماذا يفكرون.
- بدعم المحتوى الجاد: عبر منصات مستقلة ومبادرات ثقافية.
- بإعادة الاعتبار للمثقفين: وإعطائهم مساحة في الإعلام والتعليم.
- بالمقاومة اليومية: عبر اختيار ما نقرأ، نتابع، ونشارك.

 في زمن "اغتصاب العقل" كما وصفه أحد الكتّاب، تصبح مقاومة التفاهة فعلًا ثقافيًا ثوريًا. فالثقافة ليست ترفًا، بل هي خط الدفاع الأول عن كرامة الإنسان ووعيه.

إيغوصار 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

imp

يتم التشغيل بواسطة Blogger.