الوطنية المزيفة

الوطنية المزيفة

حين يتحول الانتماء إلى قناع للانتهازية !

في زمن الأزمات، تبرز الوطنية كقيمة سامية تُلهب مشاعر الشعوب وتوحدهم حول قضاياهم المصيرية. لكنها، في كثير من الأحيان، تُختطف وتُشوَّه لتصبح مجرد قناع يُخفي وراءه الانتهازيون نواياهم الحقيقية. هذه الظاهرة تُعرف بـ"الوطنية المزيفة"، وهي ليست مجرد خلل في الخطاب، بل انحراف خطير يُهدد جوهر الانتماء الحقيقي.

ما المقصود بالوطنية المزيفة؟
الوطنية المزيفة هي استخدام رموز الوطن وشعاراته لأغراض شخصية أو سياسية، دون التزام فعلي بقيم التضحية أو خدمة الصالح العام. يظهر أصحابها في الإعلام والخطابات العامة كمدافعين عن الوطن، بينما يسعون في الخفاء لتحقيق مكاسب خاصة، أو تبرير ممارسات سلطوية باسم "حب الوطن".إن الوطنية المزيفة تُستغل في زمن الأزمات لترويج خطابات ظاهرها الولاء، وباطنها النفاق والانتهازية. يُستخدم الحزن المصطنع أو الفخر الزائف كوسيلة لتضليل الناس، بينما تُغيب الحقيقة وتُقمع الأصوات الحرة.

الفرق بين الوطنية الحقيقية والوطنية المزيفة
الحقيقية تقوم على التضحية والنقد البناء .المزيفة تقوم على التمجيد الاعمى والتضليل .الحقيقية تدافع عن حقوق المواطنين جميعا .المزيفة تبرر الاقصاء القمع باسم الانتماء
. الحقيقية تمارس في الفعل اليومي .المزيفة تستخدم كشعار فارغاا في المناسبات .الحقيقية تعزز الوحدة والعدالة . المزيفة تغذي الانقسام والهيمنة .

مظاهرها في الواقع
- استغلال الإعلام: ظهور شخصيات تتحدث باسم الوطن بينما تُروّج لأجندات سياسية أو اقتصادية ضيقة.
- تكميم الأصوات المعارضة: وصف كل نقد بأنه "خيانة"، وتحويل الوطنية إلى أداة قمع.
- الخطاب الشعبوي: استخدام لغة عاطفية لتأجيج الجماهير دون تقديم حلول واقعية.

لماذا يجب فضح الوطنية المزيفة؟
لأنها تُهدد جوهر الانتماء، وتُفرغ الوطنية من معناها الحقيقي. فضحها لا يعني التخلي عن حب الوطن، بل هو دفاع عن الوطن من أولئك الذين يتاجرون باسمه. كما أن كشفها يُعيد الاعتبار للوطنيين الحقيقيين الذين يعملون بصمت، بعيدًا عن الأضواء والشعارات.
الوطنية ليست شعارًا يُرفع، بل موقف يُمارس. وبينما تزداد الحاجة إلى الانتماء في زمن الأزمات، يجب أن نُميّز بين من يُحب الوطن بصدق، ومن يستخدمه كوسيلة للربح أو السيطرة. الوطنية المزيفة لا تُبنى بها الأوطان، بل تُهدم بها القيم.

 

إيغوصار