أعلان الهيدر

Header ADS

أوال الكلمة

الخميس، 4 سبتمبر 2025

الرئيسية الهوية والمغالطات

الهوية والمغالطات

لوحة للفنان نورالدين شقران

ما ليست عليه الهوية "تعرف الاشياء بأضدادها"

تفكيك المفاهيم المغلوطة 
في زمن تتكاثر فيه التعريفات السطحية وتختلط فيه المفاهيم، تبرز الحاجة إلى إعادة التفكير في معنى "الهوية". كثيرًا ما تُختزل الهوية في عناصر جزئية، أو تُفهم على أنها مجرد انتماء أو انتساب، بينما هي في جوهرها أعمق من ذلك بكثير. الهوية ليست ما نعتقده عنها، بل ما يتشكل فينا عبر التاريخ، الثقافة، والوعي الجمعي والفردي.

الهوية ليست الانتماء فقط 
الانتماء قد يكون اختيارًا اجتماعيًا أو سياسيًا، وقد يتغير بتغير الظروف. يمكن للإنسان أن ينتمي إلى جماعة دون أن يحمل جوهرها أو يعيش تجربتها. الهوية ليست بطاقة عضوية، بل هي تجربة وجودية متجذرة.

الهوية ليست الانتساب فقط 
الانتساب قد يكون وراثيًا أو إداريًا، لكنه لا يكفي لتشكيل الهوية. أن يولد الإنسان في بيئة معينة لا يعني بالضرورة أنه يحمل هويتها. الهوية تتطلب تفاعلًا، ووعيًا، وارتباطًا حقيقيًا بالثقافة والتاريخ.

الهوية ليست "الأنا" فقط 
الأنا هي الصورة التي نراها في المرآة، لكنها ليست كل شيء. الهوية تتجاوز الأنا،
 لأنها تتشكل من علاقاتنا بالآخرين، من ذاكرتنا الجمعية، ومن السياقات التي نعيش فيها. الأنا قد تتغير، لكن الهوية تحتفظ بجوهرها. 
 
الهوية ليست الشخصية فقط 
لوحة للفنان نورالدين تبرحه
الشخصية هي مزيج من الطباع والسلوكيات، وهي قابلة للتغيير والتطور. أما الهوية فهي أعمق، لأنها تتعلق بالكينونة، بالمعنى الذي نحمله في هذا العالم، وبالروابط التي تربطنا بجذورنا.

 الهوية ليست التماهي فقط 
التماهي هو محاولة التشبه بالآخرين، وقد يكون هروبًا من الذات أو بحثًا عن قبول اجتماعي. الهوية لا تُبنى على التقليد، بل على الأصالة، وعلى إدراك الذات في علاقتها بتاريخها وثقافتها.

الهوية ليست مجرد جمع عناصر
ليست الهوية مجرد لغة + عادات + تقاليد + معتقدات + ثقافة. بل هي كل هذه العناصر في حالة تفاعل مستمر عبر الزمن. الهوية ليست تجميعًا ميكانيكيًا، بل هي عملية ديناميكية تتشكل وتُعاد تشكيلها باستمرار.

الهوية: جوهر متجذر في التاريخ
الهوية هي كينونة، جوهر، ونتاج واقع أنثروبولوجي، تتشكل بوعي أو لا وعي. هي ما يبقى فينا رغم تغير الأمكنة، وتعدد الثقافات، وتنوع التجارب. هي ما يجعلنا "نحن" في مواجهة "الآخر"، دون أن نكون في صراع معه.

الخلاصة حين نُدرك ما ليست عليه الهوية، نقترب أكثر من فهم حقيقتها. الهوية ليست قيدًا، بل هي حرية في أن نكون أنفسنا، بعمق، وبصدق، وبوعي. إنها ليست ما نُعلن عنه، بل ما نعيشه ونحمله في داخلنا، حتى وإن لم نُدركه بعد.
 
إيغوصار 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

imp

يتم التشغيل بواسطة Blogger.