أعلان الهيدر

Header ADS

أوال الكلمة

الجمعة، 8 أغسطس 2025

الرئيسية الشعوب لا تتحول ولكن تتطور

الشعوب لا تتحول ولكن تتطور

 أنطولوجيا التحول: هل يمكن تحويل شعب إلى شعب آخر ولو قسرًا؟

في زمن استعمارٍ عنيفٍ وسلطةٍ غاشمة، لطالما حاولت بعض الدول فرض هويات جديدة على شعوب بأكملها. لكن هل يمكن حقًا أن يتحوّل شعب إلى شعب آخر؟ من منظور أنطولوجي (وجودي)، يبدو هذا السؤال أكثر تعقيدًا مما يظن البعض، لأنه يتجاوز المظاهر ليتغلغل في جوهر الذات الجماعية.

الهوية ليست قناعًا يُستبدل
 الهوية الجماعية ليست مجرد لغة أو تاريخ، بل هي نمط وجود متكامل. الفيلسوف فتحي المسكيني، مستندًا إلى نيتشه، يرى أن الشعوب تُعرف من خلال منظومتها الخاصة لما هو "شريف" و"مشين". هذه المنظومة الأخلاقية لا يمكن فرضها أو استنساخها، لأنها تمثل قلب الشعب وليس وجهه الخارجي.
التاريخ كمختبر فشل للتحول القسري

في ليبيا، حاول الفاشيون تحويل الليبيين إلى "إيطاليين" عبر اللغة والتعليم والهندسة المعمارية، لكن ما ظل هو القصيدة الشعبية وذاكرة المجاهدين.

في الجزائر، سعت فرنسا لـ"فرنسة" الجزائريين، لكن المساجد والمدارس الحرة والشعر الملحون قاوموا الطمس.

حتى في أمريكا اللاتينية، لم تستطع الكنيسة ولا السلطة محو هوية السكان الأصليين، الذين حافظوا على لغاتهم وطقوسهم تحت الرماد.

المقاومة: اللغة الأخيرة للوجود
حين يُفرض على شعب أن يصبح "غيره"، يظهر الإبداع كفعل أنطولوجي:
الشِعر الشعبي يوثق الألم والرفض.
الدين يُستعاد كهوية خالصة متجذرة.
اللهجة تصبح جدار صد للغزو الثقافي.

هذه الأدوات ليست مجرد مقاومة، بل هي تجليات لرفض الانتحال الوجودي الذي يسعى إلى تغيير جوهر الإنسان الجماعي.

هل يمكن؟ الجواب: لا، بل يمكن التهجين لا التحويل

الشعوب لا تتحول، بل قد تنتج هويات هجينة تتعايش مع تأثيرات الخارج، لكنها لا تفقد ذاتها بالكامل. القسر لا يخلق شعبًا جديدًا، بل يخلق أزمة هوية لا تُحل إلا بالعودة إلى الجذور.

 إيغوصار 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

imp

يتم التشغيل بواسطة Blogger.