أنطولوجيا التحول: هل يمكن تحويل شعب إلى شعب آخر ولو قسرًا؟

في زمن استعمارٍ عنيفٍ وسلطةٍ غاشمة، لطالما حاولت بعض الدول فرض هويات جديدة على شعوب بأكملها. لكن هل يمكن حقًا أن يتحوّل شعب إلى شعب آخر؟ من منظور أنطولوجي (وجودي)، يبدو هذا السؤال أكثر تعقيدًا مما يظن البعض، لأنه يتجاوز المظاهر ليتغلغل في جوهر الذات الجماعية.
في ليبيا، حاول الفاشيون تحويل الليبيين إلى "إيطاليين" عبر اللغة والتعليم والهندسة المعمارية، لكن ما ظل هو القصيدة الشعبية وذاكرة المجاهدين.
في الجزائر، سعت فرنسا لـ"فرنسة" الجزائريين، لكن المساجد والمدارس الحرة والشعر الملحون قاوموا الطمس.
حتى في أمريكا اللاتينية، لم تستطع الكنيسة ولا السلطة محو هوية السكان الأصليين، الذين حافظوا على لغاتهم وطقوسهم تحت الرماد.
هذه الأدوات ليست مجرد مقاومة، بل هي تجليات لرفض الانتحال الوجودي الذي يسعى إلى تغيير جوهر الإنسان الجماعي.
الشعوب لا تتحول، بل قد تنتج هويات هجينة تتعايش مع تأثيرات الخارج، لكنها لا تفقد ذاتها بالكامل. القسر لا يخلق شعبًا جديدًا، بل يخلق أزمة هوية لا تُحل إلا بالعودة إلى الجذور.
إيغوصار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق