أعلان الهيدر

Header ADS

أوال الكلمة

الأحد، 24 أغسطس 2025

الرئيسية ثمازيغث :ثيللي الدلالات

ثمازيغث :ثيللي الدلالات

 يللي: جوهر الكينونة والحرية في الفلسفة الأمازيغية

في قلب اللغة الأمازيغية، تختبئ كلمات تحمل أكثر من مجرد معنى لغوي؛ إنها مفاتيح لفهم رؤية شعبٍ للوجود، للحرية، وللذات. من بين هذه الكلمات، تبرز "ثيللي" كواحدة من أكثر المفاهيم عمقًا وإلهامًا، فهي ليست مجرد تعبير عن الوجود، بل هي تجسيد فلسفي للكينونة الحرة. 

الجذر "L": الكينونة في أصلها اللغوي
تنحدر كلمة "ثيللي" من الجذر الأمازيغي L، وهو الجذر الذي يضم كل ما يرتبط بالوجود والكينونة. الفعل الأساسي هنا هو "إيلي"، ويعني يكون، وهو ما يقابل فعل être في اللغة الفرنسية. هذا الفعل لا يعبّر فقط عن حالة وجودية، بل عن حضور فعّال، عن أن تكون موجودًا بوعي، بإرادة، وبقدرة على التأثير.

ثيللي كحرية: الوجود الذي لا يُختزل
في الثقافة الأمازيغية، لا تتحقق الحرية إلا من خلال الكينونة. وبالتالي، فإن "ثيللي" لا تعني فقط الوجود، بل تعني الحرية التي تنبع من إثبات الذات. الحرية ليست حالة تُمنح، بل هي فعل وجودي، يُمارس ويُثبت. أن تكون، يعني أن تكون حرًا. وأن تكون حرًا، يعني أنك موجود فعلًا، بكامل إرادتك ووعيك.

ثيللي كموقف وجودي مقاوم
عبر التاريخ، كانت "ثيللي" أكثر من مجرد كلمة؛ كانت صرخة وجودية في وجه الطمس، والهيمنة، والنسيان. الأمازيغي حين يقول "ثيللي"، فهو لا يعبّر فقط عن وجوده الفيزيائي، بل عن موقفه من العالم، عن رفضه للذوبان، وعن تمسكه بحقه في أن يكون كما هو، لا كما يُراد له أن يكون.

فلسفة أمازيغية أصيلة
إن مفهوم "ثيللي" يضع الفلسفة الأمازيغية في قلب الفكر الوجودي، ولكن بأسلوبها الخاص، المتجذر في الأرض، في الجبل، وفي الذاكرة الجماعية. إنها فلسفة لا تُكتب في الكتب فقط، بل تُعاش في الحياة اليومية، في اللغة، في الأغاني، وفي المقاومة الثقافية.
ثيللي ليست مجرد كلمة، إنها رؤية للعالم، دعوة للوجود الحر، وصوت داخلي يقول: أنا هنا، بكامل كينونتي، بإرادتي، وبحقي في أن أكون.

 إيغوصار 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

imp

يتم التشغيل بواسطة Blogger.