المجتمع الامازيغي والثورة الثقافية !
" لنبني بالوعي ثقافة تبني الوعي .ثورة اما ان نكون أو نكون "
![]() |
اللوحة للفنان نورالدين تبرحه |
الحديث عن ضرورة الثورة الثقافية في المجتمع الأمازيغي ليس مجرد دعوة للتغيير، بل هو نداء لإعادة تشكيل الوعي الجمعي، تمامًا كما فعلت شعوب أوروبا في عصر النهضة والتنوير، وكما فعلت الصين في ثورتها الثقافية بقيادة ماو تسي تونغ.
دروس من التاريخ: كيف نهضت الشعوب؟
- أوروبا: نهضت عبر تحطيم سلطة الكنيسة على الفكر، وإحياء العقلانية، والفن، والعلم. الثورة الثقافية الأوروبية كانت مدفوعة بالشك في المسلمات، ورفض الجمود، وتبني قيم الحداثة.
- الصين: الثورة الثقافية (1966–1976) كانت محاولة جذرية لتطهير المجتمع من "البورجوازية" والأفكار التقليدية التي اعتُبرت معيقة للتقدم. رغم أنها كانت عنيفة، إلا أنها سعت إلى إعادة تشكيل الثقافة من خلال الشباب، ومحاربة القيم القديمة.
الثورة الثقافية الامازيغية
بدأت تعيد الانسان الامازيغي الى الذات الواعية ،انها ثورة من الذات بالذات الى الذات في اطار العالم والكون .
أن إعادة تشكيل الوعي الأمازيغي خارج الهيمنة ، ليست مجرد استرجاع للغة أو رموز ثقافية، بل هي فعل وجودي يعيد الإنسان الأمازيغي إلى مركز ذاته، ويمنحه القدرة على التفاعل مع العالم من موقع الفهم والاعتزاز بالهوية.
الثورة الثقافية الأمازيغية هي ثورة ناعمة لكنها عميقة، تنطلق من الذات وتعود إليها، لكنها لا تنغلق على نفسها، بل تنفتح على الكون، على التعدد، وعلى الحوار مع الآخر. تحاور لانها لا تخاف !
العناصر الأربعة لجوهر أي نهضة ثقافية :
1. الحرب على الأفكار البالية
مثل الخضوع للسلطة دون مساءلة، أو رفض العلم والمعرفة الحديثة.
2. الحرب على التقاليد البالية
كالتقاليد التي تكرّس التمييز أو تمنع المرأة من المشاركة الفاعلة في المجتمع.
3. الحرب على العادات البالية
مثل العزلة الثقافية، أو رفض التعددية الفكرية، أو التمسك بعادات لا تخدم الإنسان المعاصر.
4. الحرب على السلوكات البالية
كالتواكل، أو الخوف من المبادرة، أو الانغلاق على الذات.
كيف يمكن للمجتمع الأمازيغي أن يستلهم هذه التجارب؟
- إحياء اللغة الأمازيغية ليس فقط كلغة، بل كأداة للتفكير النقدي والتعبير الثقافي.
- تشجيع الفنون والفكر الحر، بعيدًا عن الرقابة أو التقديس الأعمى للماضي.
- إعادة تعريف الهوية الأمازيغية كهوية منفتحة، ديناميكية، قادرة على التفاعل مع العصر دون أن تفقد جذورها.
الثورة الثقافية الامازيغية ،انها" انزار" يغسل غبار النسيان عن الذات الأمازيغية، ويوقظها من سباتها التاريخي.
إيغوصار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق