أعلان الهيدر

Header ADS

أوال الكلمة

الخميس، 9 أكتوبر 2025

الرئيسية لم يبق عربي واحد في الجزيرة !

لم يبق عربي واحد في الجزيرة !

رحلوا جميعا... 

لأنهم رحلوا كلهم إلى شمال إفريقيا! حين يصبح التاريخ حقيبة سفر، والهوية تذكرة ذهاب بلا عودة.
مرحبًا بك في المسرحية الكبرى: "الرحيل العظيم"، بطولة العرب الذين قرروا – فجأة وبلا مقدمات – أن يتركوا الجزيرة العربية ويتجهوا جماعيًا إلى شمال إفريقيا، بحثًا عن الشمس، الزيتون، وربما بعض الأمازيغية التي يمكن إنكارها لاحقًا.
 
 الجزيرة: أرض مهجورة تنتظر سكانها في متحف التاريخ
في الجزيرة، لا أحد يتكلم عن العرب. لماذا؟
 لأنهم "هاجروا كلهم"، كما تقول الرواية الجديدة التي لا علاقة لها بأي مصدر تاريخي، لكنها تُروى بثقة منقطعة النظير. الجزيرة الآن مجرد خلفية في مسلسل الهوية، ديكور فارغ، بينما البطولة تُمنح لمن قرر أن يكون "العربي الأصيل" في الجزائر، تونس، أو المغرب... رغم أن جده كان يزرع التين في جبال الأوراس.
 
 شمال إفريقيا: حيث العرب أكثر عروبة من العرب
هنا، في شمال إفريقيا، العرب ليسوا مجرد عرب. إنهم العرب الحقيقيون، الورثة الشرعيون، الناطقون الرسميون باسم العروبة. أما الأمازيغ؟ فهم مجرد "تفصيل إثنوغرافي"، يُذكر في الهامش، ويُعاد تأطيره كلما دعت الحاجة إلى خطاب قومي جديد. الهوية هنا ليست بحثًا عن الذات، بل عملية تجميل تاريخية: نأخذ ما يناسبنا، ونرمي الباقي في سلة "ما قبل الفتح".
 
 التاريخ: كتاب يُعاد تحريره حسب المزاج السياسي
من قال إن التاريخ ثابت؟ 
في زمن الأيديولوجيا، يُعاد كتابة التاريخ كل صباح، حسب احتياجات الخطاب. العرب رحلوا من الجزيرة؟ ممتاز، هذا يبرر كل شيء: من تعريب التعليم إلى طمس اللغات الأصلية. أما الجزيرة نفسها؟ لا بأس، يمكن تحويلها إلى "أرض الرسالة" فقط، دون سكان.
 
 الهوية: لعبة تركيب للأطفال الكبار
الهوية في هذا السياق ليست انتماءً، بل لعبة تركيب. نأخذ قطعة من هنا، نلصقها هناك، ونقول: "أنا عربي منذ الأزل". لا حاجة للبحث، لا حاجة للفهم، فقط ترديد شعارات جاهزة. إنها مثل ارتداء قميص عليه شعار "أنا أصيل"، دون أن تعرف من خيطه، أو لماذا.
 
 حين يصبح العبث فضيلة وطنية
لا يوجد عرب في الجزيرة؟ ربما. لكن الأكيد أن هناك كثيرًا من العبث في الخطاب، كثيرًا من الإنكار، كثيرًا من التزييف. الهوية لا تُبنى على الإنكار، ولا على الرحيل الجماعي الوهمي. الهوية تُبنى على الاعتراف، على التعدد، على الحقيقة.
فهل نجرؤ أخيرًا على قولها: شمال إفريقيا ليست امتدادًا للجزيرة، بل عالم مستقل، غني، متنوع... لا يحتاج إلى "رحالة" لتأكيد ذاته.
 
إيغوصار 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

imp

يتم التشغيل بواسطة Blogger.