بيان إلى شعوب شمال إفريقيا
ييان رقم 1 :
من أجل هوية حرة لا تُصاغ في دهاليز السلطة
نحن شعوب شمال إفريقيا، نعيش تحت أنظمة تُعيد إنتاج الإقصاء باسم الوحدة، وتُمارس القمع باسم الهوية، وتُفرض علينا سرديات لا تُشبهنا، ولا تنبع من واقعنا.
نحن لسنا مجرد "عرب" كما يُقال لنا. نحن لسنا فقط "مسلمين سنيين" كما يُفرض علينا. نحن أمازيغ، نحن أصحاب الدارجة، نحن أبناء الأرض، نحن من هنا، ولسنا من سرديات مستوردة من المشرق أو من كتب المدرسة الرسمية.
السلطة في شمال إفريقيا لم تعترف بنا، بل صاغت هوية واحدة، ضيقة، تُقصي كل ما عداها. قُمعت الأمازيغية لعقود، وهُمّشت الدارجة، وسُخر من الثقافة المحلية، وحُوصر الدين في قالب واحد. المدرسة تُدرّس لغة لا نعيش بها، والإعلام يُكرّس نموذجًا لا يُشبهنا، والنخب تُعيد إنتاج خطاب الإقصاء.
نحن لا نطلب امتيازًا، بل نُطالب بحقنا في أن نكون كما نحن. نُطالب بالاعتراف بلغاتنا، بثقافاتنا، بتاريخنا، بتعددنا. نُطالب بمناهج تعليمية تُشبهنا، بإعلام يُعبّر عنا، بسياسات لا تُقصينا.
الوحدة لا تُبنى بالقمع، بل بالعدالة. الهوية لا تُفرض، بل تُحتفى بها. الوطن لا يُصاغ من فوق، بل يُبنى من الناس، من الأرض، من الذاكرة الحية.
نحن لا نُريد أن نُقال لنا "أنتم"، بل أن يُقال لنا "أنتم أنتم"، كما أنتم، بلا تزوير، بلا تهميش، بلا وصاية.
هذا البيان دعوة إلى كل من يشعر أن صوته لا يُسمع، أن لغته لا تُعترف، أن ثقافته تُقصى. دعوة إلى أن نُعيد تعريف "نحن"، لا كقناع سلطوي، بل كحقيقة شعبية، حية، متجذرة.
نحن من هنا. نحن كلنا. نحن لا نُقصي أحدًا، لكننا نرفض أن نُقصى.
اوت 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق