أعلان الهيدر

Header ADS

أوال الكلمة

الخميس، 3 يوليو 2025

الرئيسية لو لم تكن هناك لغة!

لو لم تكن هناك لغة!

وماذا لو لم تكن هناك لغة ؟

تخيّل عالماً بلا كلمات. عالماً لا يتحدث فيه أحد، ولا يفكر فيه أحد بجمل، حيث لا وجود لحكاية، ولا وعد، ولا قصيدة. ليس صمتاً مفروضاً، بل صمتٌ أصيل: غيابٌ جذري للكلام البشري. فماذا سيبقى منا إن اختفت اللغة؟ هل سنظل كائنات مفكرة، أم سنغدو مجرد ظلال صامتة تائهة في حاضر أبدي؟

اللغة والإنسان

 ليست اللغة مجرد أداة للتواصل، بل هي أساس إنسانيتنا. من خلالها نعطي العالم شكله، ننظم فوضى الواقع، ونبني المعنى في عالمٍ لا يحتوي إلا على المادة. بدونها، يفقد الإنسان قدرته على التفكير المجرد، والسرد، والتخطيط للمستقبل.

فمن دون كلمات تُسمّي الأشياء، كيف سنميّز بين إحساس وعاطفة؟ بين الرغبة والخوف؟ بين الذكرى والحلم؟ سيتحوّل العالم إلى سلسلة من التجارب الفوضوية اللحظية، بلا بنية، بلا عمق. لن يعود هناك زمن، ولا ذاكرة، ولا هدف. فقط لحظة خام صامتة .

أنا" من دون لسان؟

كيف لإنسان أن يشعر بوجوده إن لم يستطع أن يقول "أنا"؟ فالكلام هو المرآة الداخلية التي نتعلم من خلالها أن نتعرّف إلى ذواتنا. أن نقول، هو أن نخلق أنفسنا، أن نعلن هويتنا، أن نرسم حدودنا مع العالم. فبدون اللغة، هل نظل ذواتاً واعية، أم نصبح مجرد أجسادٍ تعبرها انطباعات عابرة؟

العالم بلا كلمات

عالم اليوم لا يُرى كما هو، بل كما تصفه كلماتنا. فالجبل ليس مجرد جبل: بل هو رمز، وأسطورة، وتاريخ. ومن دون لغة، سيبقى العالم موجوداً، لكنه خالٍ من المعنى.

ربما، فقط ربما، ستكون هناك "حقيقة" أكثر مباشرة، تجربة للحياة أكثر قرباً من الجسد والطبيعة، دون تأويل أو هيمنة. لكن، بأي ثمن؟ فاللغة هي ما يجعل الإنسان يخترع، ويتخيّل، ويُبدع. هي ما يخرجه من الطبيعة لِيُغيّرها، ليخلق الآلهة، والقوانين، والتحف الفنية.

بدون لغة، لا وجود لثقافة

لا قصص مشتركة، لا معرفة منقولة، لا حضارة. سيكون الإنسان وحيداً، معزولاً، محكوماً بالعيش في لحظة آنية لا يفهمها، ولا يفهم ذاته.

في النهاية

هل يمكن أن تكون اللغة هي ما يُعرّفنا بأعمق طريقة؟ ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل هي منبع كينونتنا. لعلها، قبل أي شيء، ما يجعلنا على ما نحن عليه: كائنات ناطقة، تحلم، وتحب، وتتألم… وتجد ذاتها في كلمة  .

إيغوصار  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

imp

يتم التشغيل بواسطة Blogger.